بحث

أخبار اليوم

في ذكرى اغتيالهم الـ14

زهرة لأطفال بعلوشة الثلاثة

  • 14:10
  • 2020-12-10
بقلم اللواء د. محمد المصري

في الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الاطفال الثلاثة/ اسامة، وسلام، احمد، أبناء الأخ الحبيب بهاء بعلوشة، اذكر القتلة بأن دماء الشهداء ستظل تطاردهم، ومهما مرت السنين سنبقى نذكرهم، ونكتب عنهم الى حين يعترف المجرم بجريمته، وتنال العدالة منهم.

11/12/2006 ذكرى الالم، والحزن والصدمة، ذكرى مجزرة روعت كل فلسطين بقضها وقضيدها، بل صدمت الانسانية، حينما استفاقت غزة في صبيحة هذا اليوم على ازيز رصاص الجبناء، الحاقدين على الطفولة والبراءة، كيف لا وقد قتلوا الطفولة وداسوا قيمنا بوحشيتهم.

مر 14 عاماً، وما زالت ذكرى عشرات الالاف الذين خرجوا في جنازة مهيبة، وهم يحملون على الاكف الجثامين الطاهرة لأسامة ابن التاسعة، واحمد ابن السابعة، وسلام ابن السادسة، والشاب محمود الهبيل ابن الخامسة والعشرين. اذكر هذا اليوم جيدا، وكيف كان بهاء وزوجته ام اسامة يلهجون بالقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"، كنت انظر إليهم بألم كان يمنعني من شد الهواء الى صدري، وكنت اشعر كأن روحي ذهبت معهم، وادعوا الله ان تمر هذه اللحظات على خير.. كانت من أصعب لحظات عمري، أرى صديقي وزميلي يمشي على قدميه يودع أغلى ما يملك، يودع اطفاله الثلاثة.. يا الله سبحانك يا رب يا ملهم الصبر، خفف عنهم، صبرهم، انزل عليهم سكينتك. الآن وبعد مرور كل هذه السنوات، رأيت كيف تكون قدرة الرجال على الصمود، وكيف يتصرفون حين المحن، وحينما تصيبهم يد الغدر. نعم، رأيت نموذجاً في الصمود، وكيف يتجاوز الانسان آلامه وجروحه بقدرة بحيث يتمكن من الاستمرار بالعطاء.

ارتقى الاطفال الثلاثة الى ربهم، تحتضنهم الملائكة، أما القتلة، ما زالوا مختبئين كالجرذان، يخافون الاعتراف بجريمتهم، يخافوا عقابهم، لكن يد العدالة ستطولهم يوماً، ورغم الألم الشديد والخسارة التي لا تعوض إلا أننا تحلينا بالصبر كل هذا الوقت المر، ونقول بعد كل هذا ألا يكفي؟؟!! وكيف يمكن أن ننسى ما دام الوطن منقسماً، وكيف نفهم أو نتفهم من يصر على الانقسام، سوى أنه يريد الاستمرار بالحال القائم، تحت عنوان نريد الحقوق قبل الذهاب الى الانتخابات، وقبل الذهاب للمصالحة، يريدون بعض مستحقاتهم من الرواتب وهذا مطلب حق (قبل الحديث عن المصالحة). جيد، ومن سيعيد أبناء بهاء بعلوشة؟ من سيعيد لنا اطفالنا واحبائنا التي طالتهم يد الغدر؟! أليس من حقنا أن نطالب المجرم الاعتراف بجريمته، حتى نستطيع أن نسامح؟! أليس اسامة واحمد وسلام أبناؤنا، التي طالتهم يد الغدر من حقهم علينا جميعا أن نطالب بعقاب المجرم الذي لم يعترف حتى الان بجريمته.

أخي الحبيب أبو اسامة، أختي العزيزة أم اسامة، في ذكرى استشهاد الطفولة، في ذكرى استشهاد أبنائكم، قلوبنا معكم، ودمنا دمكم وحقكم علينا أن نبقى نعمل حتى يعترف المجرم بجرمه، نحن اهلكم وجرحكم جرحنا وابناؤكم ابناؤنا، وسنبقى أوفياء للدم حتى تطال يد العدالة رقاب المجرمين. وسنبقى في كل عام نحيي ذكرى الشهداء الثلاثة ليس بالقلم فقط، وهذا عهدا منا لكم. رحم الله الشهداء والعار للمجرمين.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين