بحث

أخبار اليوم

"من قلب الخيمة وليل المنفيين"

  • 10:15
  • 2021-05-30
بقلم فتحي البس

منظمة التحرير الفلسطينية، وطن الكل الفلسطيني في الثامن والعشرين من أيار 1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية. أي مضى على إعلانها سبعة وخمسون عاما.
منذ التأسيس، أصبح للفلسطينيين عنوان وهوية بعد أن كان محرما عليهم البوح بهويتهم، وعاشوا في ظل أنظمة وبيئات مختلفة، لكل منها خصائصها. شُطبت فلسطين كوطن جغرافي و سياسي منذ عام 1948، فأصبحت منظمة التحرير الوطن المعنوي الجامع للفلسطينيين جميعا، أولئك الذين حملوا جنسيات الدول التي عاشوا فيها، أو الذين صنفوا كلاجئين.
شطبت القضية الفلسطينية لتتحول إلى قضية إنسانية، قضية لاجئين يحتاجون لوسائل الحياة من إعاشة وتعليم وصحة، فأُنشئت وكالة الغوث وأمنت بعض هذه الحاجات الأساسية وارتبطت هوية الفلسطيني بكرت التموين، لذلك عندما انطلقت الثورة الفلسطينية على يد حركة فتح عام 1965 انتشر نشيدها الثوري:
من قلب الخيمة وليل المنفيين
من ذل الوقفة على باب التموين
فجرنا ثورتنا .. وعلى دربها مشينا
وزمام قضيتنا
هيّو في إيدينا .. في إيدينا
وفرشنا الدم وعدينا
مع شمس الخمسة والستين
وأصبح الهدف تحويل الوطن المعنوي إلى كيان يعترف به العالم، والوسيلة أخذ الفلسطينيين زمام الأمور بأيديهم حتى لو كان الدرب معبدا بالدم، وهذا ما حصل لاحقا، حيث انضمت كل الفصائل المقاتلة إلى عضوية المنظمة وساد نهجها المستقل حتى لو لكان للفصائل الأعضاء ولاءات مختلفة وآيديولوجيات متنوعة، لكن العالم بمعظمه اعترف بها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وفي أحلك الأوقات، وحروب الإلغاء والاستبدال وشيطنة قياداتها، وإشاعة قرب مواتها، صمدت وما زالت الوطن الافتراضي والمعنوي للكل الفلسطيني، لا بل، تمكنت من تجسيد الهدف واقعيا، فها هي دولة فلسطين، لها علم ونشيد وهوية وحضور قوي تعترف به مئة وثمان وثلاثون دولة، ويرفرف علم فلسطين عاليا بين أعلام دول الأمم المتحدة، وحصلت على عضوية المنظمات الدولية وانضمت إلى عشرات الاتفاقات الدولية، ونجحت عمليا في أن تحل محل دولة الكيان الصهيوني إسرائيل في هيئات لها وزنها وخاصة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية وخلافها الكثير.
منظمة التحرير الفلسطينية، لم تنجز التحرير الكامل للوطن، لكنها، أقامت السلطة الوطنية الفلسطينية كأداة للعناية بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ودرتها القدس، إلى حين إنجاز دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 دون إلغاء حقيقة أن فلسطين من النهر إلى البحر هي الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني.
الدرب طويل وصعب ومعبد بالدم، خاصة وقد تجلت وحدة الشعب في الشهر الأخير الذي شهد منازلة كبرى مع المشروع الصهيوني حقق فيه الشعب الفلسطيني بمجموعه في الوطن والشتات هزيمة كبرى للمشروع الصهيوني تبرهن أنه بعد 73 عاما فشل في تحقيق أهدافه.
الآن، العالم كله يبحث في أصل الصراع: احتلال وتهجير قسري واضطهاد وعنصرية، يقابله شعب تعرّض للظلم التاريخي وصمد ويواجه ويتمسك بهويته وحقه في تقرير المصير.
منظمة التحرير الفلسطينية هي القلعة التي يجب تحصينها بانضمام كل الفصائل إليها وخاصة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وكلتاهما أبدتا القناعة بذلك، ورحّب بهما المجلس الوطني وقيادة المنظمة بدعوة واضحة من الرئيس محمود عباس، ويبقى التنفيذ والذي قد يكون مدخله السريع تشكيل حكومة وفاق وطني للسلطة، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني.
لا نعرف ما يدور خلف الكواليس من اتصالات ومفاوضات، ولكن لا بديل عن الوحدة في داخل الوطن الفلسطيني الجامع- منظمة التحرير الفلسطينية- لكي يسقط الانقسام وتنتهي مقولة إنه لا توجد للفلسطينيين قيادة موحدة.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين