بحث

أخبار اليوم

آن الأوان لوقف العبث.. تلك خيانة عظمى..!

  • 17:37
  • 2023-02-25
بقلم د. محمد صالح الشنطي

كنت قد بدأت بكتابة سلسلة من المقالات حول المفردات المضللة التي استثمرها الإعلام المأجور؛ ولكنني توقفت حتى لا أعكر أجواء الوحدة الوطنية في هذا الظرف العصيب الذي يستشرس فيه العدوان الإسرائيلي؛ غير أن شيئا لم يتغير في سلوك القوى المعادية:
- الحرب الإعلامية الفاجرة ضد السلطة الوطنية وحركة فتح بعد الملاحم والمجازر الكبرى في نابلس وجنين وكافة أنحاء الضفة: اتهام للأجهزة الأمنية وهم يعلمون الحقائق المتعلقة بما تقوم به هذه الأجهزة من عمل وطني في ظروف قاسية شهد لها الجميع؛ أما مطالبتها بخوض حرب مع الإسرائيليين فذلك انتحار لا يقوم به عاقل ولا يدعو إليه إلا غِر جاهل، وكأنهم يتناغمون مع مطالب "بن غفير" وسموترتش اللذين يناديان بالقضاء على السلطة الوطنية، فقد فتح هذا الإعلام أكثر من جبهة على كل وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء متعددة، وكذلك عبر وكالات تنتحل اسم القدس لتروج الإشاعات وتنشر الاتهامات، وجيشوا فضائيات ذات وزن كبير بأجندات مشبوهة تملأ الشاشات بالتحليلات الموجهة والأكاذيب والاتهامات واللقاءات والحوارات مع شخصيات إعلامية مشبوهة يتظاهرون بالوطنية بوجوه بلاستيكية سَمِجة وهم ألد الخصوم.
- افتعلوا في الماضي أحداثا كثيرة ربما كان بعضها نتيجة اختراقات لبعض مؤسسات السلطة الوطنية لتقويضها من الداخل، وحاولوا التشويش والتجمهر وملأوا الدنيا صراخا حتى يقال إن السلطة تكمم الأفواه؛ وفشلوا في ذلك؛ ولكن الحبل على الجرار، وكما فعلوا حين عرقلوا انتقال الأراضي إلى يد السلطة الوطنية في التسعينيات عبر سلسلة مما أسموه أعمالا استشهادية انتهت ببناء الجدار وقتل رابين وإفشال أوسلو وحصار القيادة واغتيال القائد واحتلال المدن وتدمير المطار والميناء وكأنهم يساعدون العدو على تقويض ما تم بناؤه عبر أكثر من ربع قرن بغباء سياسي مكشوف، وفي الوقت الذي تهدر فيه دماء المقاومين وتدمر البيوت على رؤوسهم يلوذون بشعارات مهترئة مطالبين فتح -عبر ندوات تلفزيونية تعقد خصيصا من أجل الإساءة إلى الحركة الوطنية- بسحب الاعتراف بإسرائيل وكأن السلطة دولة مستقلة ذات سيادة، وليست لها مصالح تتعلق بوجود الشعب الفلسطيني ومؤسساته عبر وجودهم محاصرين في كانتونات يهيمن عليها الاحتلال، فضلا عن أن فتح والحركة الوطنية برُمتها لم تعترف بإسرائيل؛ ولكن ذلك من أجل حَرْف البوصلة عن اتجاهها الصحيح والانشغال بمناكفات حزبية رخيصة.
- التظاهر بالتضامن الشكلي مع الضفة الغربية عبر إطلاق بعض الصواريخ والرد الشكلي من الاحتلال تمويها، والاعتراف بخذلان حركة الجهاد الاسلامي خوفا من عدوان إسرائيلي، وكأنهم لم يستوعبوا الحقائق إلا بعد سلسلة من الحروب العدوانية التي تم استدراجهم إليها هلك فيها الحرث والنسل عبر ما يقرب من عقدين من الزمن من جريمة الانقلاب. وما خلفه ذلك من ظهور طبقة فاسدة زكمت رائحتها الأنوف وتفرق قادتها بين العواصم يديرون أملاكهم وأسلابهم، ويطلقون الشعارات من مكاتبهم الوثيرة ويدلون بالتصريحات النارية ويتغنون بالمقاومة، وتركوا البلاد تقبع في ظلام الفقر والمرض والمخدرات.
- استَعْدوا على الشعب الفلسطيني البعيد والقريب بمواقفهم السياسية الفجة والانتهازية، وعملوا على أن ينْفَض التأييد من حول القضية بسبب سياساتهم الرعناء.
- آن الأوان لكشفهم وزور ادعاءاتهم بالمقاومة وهم سادرون في غيهم مشغولون بنسج الأقاويل.. إنها الخيانة العظمى، فلتستفق قواعدهم الشعبية التي خدعوها وهاهم عراة لا يجدون حتى ورق التوت لستر عوراتهم. 
آن الأوان لصدهم وفضحهم وتعريتهم.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين