- 20:47
- 2023-05-31
صوت الحرية
احتفل برنامج "مستدامة" المنفذ من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بتخريج فوج جديد من خبراء الطاقة المستدامة في غزة، لاحقا لحفل التخريج الذي نظم مؤخرا للخبراء في رام الله.
وحضر حفل التخرّج، متدربو الدورة الثانية من البرنامج التدريبي نظم إدارة الطاقة، وبرنامج تدريب الطاقة المتجددة، واللذان عقدهما برنامج "مستدامة" خلال عامي 2022 و2023 في الضفة الغربية وقطاع غزة.
لقد تم تصميم البرنامجين التدريبيين، لبناء قدرات خبراء الطاقة المحليين، الذين جرى اختيارهم من فئات مختلفة من العاملين الصناعيين المتخصصين والمهنيين من مزودي الخدمات بالإضافة الى الاستشاريين المستقلين، من خلال معالجة الفجوات وبناء المهارات في أنظمة إدارة الطاقة ومجالات الطاقة المتجددة.
وقدم البرنامجان التدريبيان، اللذان استندا إلى أحدث المبادئ التوجيهية والممارسات التي تم تكييفها مع السياق والتحديات الفلسطينية، منهجًا شاملاً يغطي المعرفة النظرية والمهارات العملية المكتسبة من خلال تنفيذ التدخلات والتطبيق العملي بتوجيه واشراف مباشر من قبل خبراء "اليونيدو" المحليين والدوليين، حيث تم تنفيذها واحتضانها في المؤسسات الصناعية الشريكة التي استضافت هذه التدريبات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
أعلى المؤهلات والمستويات قدمت من خلال البرنامج التدريبي المتخصص في كفاءة الطاقة ضمن برنامج "مستدامة"، حيث يعتمد برنامج تدريب خبراء أنظمة إدارة الطاقة على خبرة اليونيدو العالمية في إدارة الطاقة ويتبع بدقة إرشادات ومتطلبات الأيزو 50001، وهو المعيار الدولي الذي يوفّر الإطار المرجعي لاستخدام أكثر كفاءة للطاقة في المؤسسات، بما في ذلك القطاع الصناعي.
كما تم تصميم تدريب الطاقة المتجددة لتوفير الأدوات والمهارات اللازمة لتركيب مشاريع الطاقة الشمسية من خلال بناء القدرات والتركيز على تصميم وتركيب واختبار وتشغيل وصيانة التطبيقات المختلفة لأنظمة الطاقة الكهروضوئية التي تعمل في المنشآت الصناعية. وأقيمت التدريبات العملية بالتعاون مع مركز التدريب التابع لشركة كهرباء محافظة القدس في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، وكلية تدريب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وسجّل 56 متدربا في برنامج نظم إدارة الطاقة، حيث تخرّج 32 شخص مؤهل بعد أن اجتازوا جميع متطلبات البرنامج، ليصبحوا خبراء معتمدين من اليونيدو في نظم إدارة الطاقة. كما شارك 106 متدربا في برنامج الطاقة المتجددة، وتم اعتماد 57 متدربًا كخبراء بعد اجتياز الاختبار النهائي.
في كلا التدريبين، حققت مشاركة النساء التوقعات أو تجاوزتها - بناءً على أهداف برنامج "مستدامة" المتمثلة في 30% من إجمالي المشاركة – حيث شكّلت نسبة النساء في برنامج تدريب نظم إدارة الطاقة 30%، و41% في برنامج وتدريب الطاقة المتجددة.
وخلال حفلي التخرّج في غزة ورام الله، تم منح الشهادات للخبراء المعتمدين الذين اجتازوا بنجاح كافة المتطلبات والاختبارات النهائية للبرنامجين التدريبيين، كما تم منح شهادات تقدير للمشاركين وللمصانع التي تعاونت مع "مستدامة" كشركاء صناعيين.
وخلال مشاركته في الحفل برام الله، أكد وزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي على الدور التحفيزي الذي يمكن أن يلعبه جيل جديد من خبراء الطاقة في قيادة التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاستجابة لاحتياجات الطاقة للقطاع الصناعي في دولة فلسطين.
وقال عسيلي: "إن الأمن الطاقي في فلسطين هو ضرورة أساسية لتوطيد وتقوية اقتصاد البلاد وتمهيد الطريق لنمو القطاع الخاص وتخفيض البصمة الكربونية للقطاع الصناعي".
وأضاف: "لكي ينجح هذا المسار، نعمل سوياً مع اليونيدو على تدريب الموارد البشرية المتخصصة وفقًا للمعايير الدولية، مع ضرورة أن تراعي خصوصيات السياق الفلسطيني".
وأكد أن تدريبات برنامج "مستدامة" أثبتت بالفعل فعاليتها في بناء خبرة جيل جديد من خبراء الطاقة المستدامة، مشيرا إلى أن وزارة الاقتصاد الوطني، التي يسرها إعادة تأكيد شراكتها الاستراتيجية مع "اليونيدو"، تقدّر النتائج الإيجابية التي تحققت، وتأمل أن الخريجين الجدد سيعملون على دعم الصناعة الفلسطينية في تعزيز أدائها في مجالات الطاقة المستدامة، وبالتالي رفع قدرتها الصناعية والتنافسية".
وفي حفل التخريج بغزة، أكد نائب رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية السيد أسامة النعسان، دعم القطاع الصناعي لتحسين كفاءة الطاقة للمؤسسات الصناعية من خلال مبادرات بناء القدرات وتطوير حلول جديدة ومستدامة.
وقال: "كما هو الحال في كثير من الأحيان في قطاع غزة، يمكن للمبادرات والابتكار وتكاثف الجهود تعويض نقص الموارد".
وأضاف: "لدينا حلان جوهريان لمساعدة أعمالنا على التكيف مع محدودية توفّر الطاقة ومصادرها، هما كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. حيث تتمتع كفاءة الطاقة بميزة كبيرة تتمثل بكونها منخفضة التكلفة. وغالبًا تكون من خلال تنفيذ تدخلات متعددة قليلة التكلفة او منعدمة التكلفة في المعدات الصناعية وخطوط الانتاج، وبالتالي تساهم بشكل إيجابي في تقليل استهلاك الطاقة من المصدر.
وتابع: "الطاقة المتجددة هي أيضا فرصة عظيمة للصناعة في غزة - إنها مستقبلنا، فالطاقة المتجددة لا تتمتع فقط بميزة تنها طاقة نظيفة، والتي تساعدنا على تحسين بيئتنا، خاصة في مكان مكتظ بالسكان مثل غزة، ولكنها تتيح لنا أيضًا إنتاج الطاقة محليًا دون الحاجة إلى استيرادها".
بدوره، أعرب رئيس مكتب برنامج "اليونيدو" في فلسطين، السيد أحمد الفرّا، عن ارتياحه للنتائج الرائعة التي تم تحقيقها من خلال التدريب، والتي بدأت فعليا بتقديم مساهمة أساسية للاستجابة للحاجة إلى رفع مستوى أداء الطاقة وتنوع مصادرها وتخفيض الانبعاثات الكربونية من الصناعة الفلسطينية ضمن الجهد الدولي لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وقال الفرّا إن "الشهادات التي وزعناها اليوم ومؤخرا على المشاركين في برامجنا التدريبية ليست فقط وسيلة لتقدير الجهود العديدة والتزام خبراء الطاقة المستدامة هؤلاء، وهو أمر رائع بالتأكيد. من خلال خبرتهم، سيتمكن الخبراء من الاستجابة بشكل إيجابي للطلب المتزايد من الصناعة على تحسين كفاءتها في استخدام الطاقة وإنتاج الطاقة الخضراء النظيفة، وبالتالي فإن مساهمتها ستكون حاسمة في تعزيز أداء الطاقة والقدرة التنافسية وتطوير حلول مستدامة قادرة على التخفيف من تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة والشاملة".
وأضاف الفرّا: "ما تزال مشاكل الطاقة في فلسطين ملحة. ومع ذلك، تتوفر حلول مستدامة لعكس اتجاه الاعتماد على الطاقة وارتفاع أسعار الطاقة واستهلاك الوقود الأحفوري. كل قرش نوفره على إنفاق الطاقة يمكن استثماره في تنمية صناعتنا، وخلق فرص العمل، والاستثمار في البيئة والموارد البشرية. ولذلك، فإننا ملتزمون برفع مستوى الوعي بين الشركات الصناعية من خلال مساعدتهم على فهم قيمة الفوائد التي يمكنهم الوصول إليها من خلال تعزيز الالتزام بكفاءة الطاقة وإدخال تكنولوجيا الطاقة المتجددة".
وسيشكّل دور خبراء نظم إدارة الطاقة وخبراء الطاقة المتجددة، أمرا حاسما في مساعدة المنشآت الصناعية على فهم أهمية إدارة الطاقة وتصميم تدخلات تلبي احتياجاتهم وتساعدهم على توفير الطاقة وانتاجها.
وفي إطار برنامج "مستدامة"، حقق التعاون بين هؤلاء الخبراء والمنشآت الصناعية الشريكة نتائج ملفتة. فعلى سبيل المثال، اتاحت شركة "مجموعة اليازجي لتعبئة المشروبات الخفيفة - بيبسي" في غزة من خلال شراكتها مع "مستدامة"، ووفرت منشآتها للمتدربين في مجال الطاقة المستدامة لإجراء تدقيق للطاقة وتصميم حلول كفاءة الطاقة وأيضا تصميم نظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بإشراف من خبراء "اليونيدو". ونجحت تدخلات كفاءة الطاقة التي تم تنفيذها في توفير ما يقرب 10% من إجمالي الاستهلاك السنوي للطاقة، بالإضافة الى النتائج التي حققها نظام الطاقة الشمسية الجديد الذي ينتج ما يقرب من 1517 ميجاواط/ساعة سنويًا، مما يقلل من اجمالي فاتورة الكهرباء في المصنع بأكثر من 90%، كما يساهم نظام الطاقة الكهروضوئية أيضًا في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار قدره 456 طنًا سنويا، بالإضافة الى تخفيف التأثير البشري على النظام البيئي في قطاع غزة.